ساد إحباط متزايد أوساط المسؤولين السعوديين في “أوبك” من مطالبات الإمارات التي تسببت في تأجيل البت في إستراتيجية “أوبك” وحلفائها (أوبك+) يومين إضافيين؛ ما أثار غضب الرياض إلى الحد الذي دفع وزير الطاقة السعودي إلى عرض التنحي عن منصب نائب رئيس لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ”أوبك+”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر في “أوبك”، أن “السعوديين لديهم إحباط من الإمارات لمطالبتها الالتزام بتخفيض إمدادات النفط”.
وينظر مراقبون إلى التشبث الإماراتي بتلك المطالب باعتباره خروجا من أبوظبي من تحت جناح النفوذ السعودي ذي الثقل في “أوبك”؛ إذ تمسكت بتحسين الالتزام بتخفيضات إمدادات النفط، ما تسبب فعليا في تأجيل البت في استراتيجية أوبك وحلفائها ليومين.
وتمثل تلك الخطوة، التي تضمنت خلاف غير معتاد بين الرياض وأبوظبي، الضوء على تنامي دور الإمارات داخل “أوبك”، بينما تسعى لزيادة الإنتاج في السنوات المقبلة لرفع حصتها السوقية.
وتطمح أبوظبي إلى إظهار استقلاليتها السياسية المتنامية عن الرياض، التي تجلت هذا العام عندما باتت الإمارات أول دولة في منطقة الخليج تطبع العلاقات مع إسرائيل.
وتوقعت الأسواق بصورة كبيرة أن تمدد أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، في إطار مجموعة “أوبك+”، تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 7.7 ملايين برميل يوميا لتشمل الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار في مواجهة ضعف الطلب وسط زيادة جديدة في إصابات “كورونا”.
كانت مصادر في “أوبك+” كشفت في وقت سابق أن السعودية هي المناصر الأول لمثل تلك الخطوة ما جعلها تصاب بغضب و إحباط من أبو ظبي.
وقالت الإمارات هذا الأسبوع إنها قد تدعم التمديد، لكنها ستجد صعوبة في الاستمرار على نفس تخفيضات الإنتاج العميقة في 2021.
وقالت 3 مصادر إن الإمارات ترى ضرورة أن تلتزم جميع الدول ذات الإنتاج الزائد بالتخفيضات المحددة لها والتعويض عن الإنتاج الزائد من قبل.
وأكدت المصادر أن الإمارات أثارت المسألة خلال اجتماعات غير رسمية الأحد، ومرة أخرى خلال اجتماع لأوبك الإثنين.
لكن تلك النقطة شائكة بالنسبة للعديد من الدول، بينها على سبيل المثال العراق الذي يصر على أنه لا يمكنه تنفيذ مزيد من الخفض بسبب مشاكل في الميزانية، في حين أوضحت روسيا أنها لا ترى حاجة للتعويض.
وقال مصدر روسي: “كانوا يعلمون جيدا من قبلها أن مستوى الامتثال الروسي الحالي مرتبط بموسم الشتاء والطقس القاسي”.
وبلغ الإنتاج الزائد التراكمي لروسيا، التي يتعين عليها بموجب الاتفاق خفض الإنتاج مليوني برميل يوميا، 530 ألف برميل يوميا منذ مايو/أيار؛ ما يعني أنها ستحتاج لخفض الإنتاج بهذا المستوى في شهر واحد لبلوغ المستهدف لها.
ووصل الإنتاج الزائد التراكمي للعراق إلى 610 آلاف برميل يوميا.
بينما حثت السعودية في اجتماع “أوبك”، الإثنين، الدول الأعضاء الأخرى للموافقة رسميا على تمديد تخفيضات الإمدادات لثلاثة أشهر قبل التوجه إلى اجتماع “أوبك+” الثلاثاء.
وقالت الإمارات والعراق إنهما سيدعمان ما تتوافق عليه المنظمة، لكنهما يريدان الانتظار حتى اجتماع “أوبك+”، الثلاثاء، قبل اتخاذ أي قرار رسمي.
ومع تزايد الضبابية، طلبت السعودية من الجزائر التي ترأس “أوبك” هذا العام أن تطلب رسميا تأجيل اجتماع “أوبك+” إلى الخميس؛ لإتاحة مزيد من الوقت للتشاور.
واعترف مصدر بمنظمة منتجي النفط الدولي أن السعوديين “محبطون حقا من الإمارات”.
وبسبب هذا الإحباط، عرض وزير الطاقة السعودي الأمير “عبدالعزيز بن سلمان” التنحي عن منصب نائب رئيس لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في أوبك+ التي تجتمع شهريا وتتابع التطورات الرئيسية.
وأشار المصدر إلى أن “الوزير السعودي مستاء للغاية، لكنه قال إنه لن يخرج على التوافق، وعُرض منصب نائب الرئيس وقتئذ على الإمارات، لكنها قالت: لا، شكرا”.
ويتعين على “أوبك+” تحقيق توازن دقيق بين رفع الأسعار بما يكفي لدعم ميزانيات أعضائها مع عدم إيصالها لمستويات مرتفعة جدا لئلا يقفز إنتاج منافستها الولايات المتحدة. ويتجه إنتاج النفط الصخري الأمريكي للارتفاع عندما تتخطى الأسعار الخمسين دولارا للبرميل.
ومما يزيد التحديات داخل “أوبك+”، أن أوضاع موسكو المالية تسمح لها بالتعايش مع أسعار نفط أقل من تلك التي تحتاجها الرياض.