يعمد ولي العهد محمد بن سلمان إلى قطع أوصال السعودية بالعالمين العربي والإسلامي ويتجاهل قضاياهما رغم ما في ذلك من تداعيات وخيمة على حاضر ومستقبل مكانة المملكة.
وأكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة، أن الحكومة السعودية لا تستشعر فقط عمقها الاستراتيجي مع العالم العربي والإسلامي في علاقتها مع القيم الدينية والإسلام والقضايا العربية، بل إنها تقطع كل الأوصال الموجودة.
ونبه العودة خلال ندوة عن الإصلاح والحقوق في الخليج ضمن مؤتمر ماس- إكنا السنوي بمدينة شيكاغو الأميركية، إلى حديث الصحفي جمال خاشقجي الذي اغتالته السلطة السعودية داخل قنصليتها في إسطنبول في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في المؤتمر ذاته قبل 6 سنوات خلال حلقة نقاشية قبل 6 سنوات عن التغييرات في السعودية.
وتناول العودة، رد خاشقجي على سؤال أحد الحضور عن محاربة السعودية ما تسميه “الإسلام السياسي”، بقوله: “كيف للسعودية أن تفعل ذلك فهي أم وأبو الإسلام السياسي، وبنيت أصلا بحلف بين شيخ وأمير على رعاية المصالح الدينية وقيامها ورعاية مصالح المجتمع وفقا القيم الدينية، وبالتالي حركة مع بن عبدالوهاب هي حركة إسلامية”.
وقال العودة: “كنا في السابق نلوم على الحكومة السعودية عدم استغلال العمق الاستراتيجي مع العالم العربي والإسلامي وعدم حضورها في الدفاع عن القضايا العربية، لكن ما نشهده ليس فقط عدم وجود هذا الاهتمام، بل العمل الدؤوب لتقطيع كل الأوصال الحقيقية مع العالم العربي والإسلامي”.
وأضاف أن السلطات السعودية تفعل ذلك بشكل ممنهج يشاتم العرب في قيمهم وأخلاقهم، ويشاتم الشعوب في قضاياها، ويحارب أهم وأقدس القيم في القضايا الموجودة في العالم العربي والإسلامي وعلى رأسها “القضية الفلسطينية”، متسائلا: “كيف يمكن لهذه المؤسسات والدولة التي تدير البلد أن تفعل ذلك؟”.
وأكد أن الحكومة السعودية بمؤسساتها لا تعبر عن روح الناس وحماستهم وقضاياهم، خاصة أنها ليست منتخبة وليست ممثلة شرعية، مضيفة أنها دأبت على تأسيس هوية بديلة مشوهة للمواطن السعودي، وسرقة مفهوم الوطن والمواطن من الشعب، ليسخر لخدمة قضايا المستبد والطاغية والمجرم على رأس السلطة.
وأعطى الأمين العام لحزب التجمع، أمثلة على ذلك بالإشارة إلى ما يسمى “التيار الوطنجي” بالسعودية، قائلة إنه لا يدافع عن الوطن بمعناه الحقيقي المرتبط بمصالح الناس وقيمهم ودمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم، بل هو تيار يدافع عن الطاغية الصنم على حساب الناس وأرواحهم ورأينا ذلك في قضية جمال خاشقجي.