كشف موقع أميركي النقاب عن قطع ولي العهد محمد بن سلمان الاتصالات عن الأميرة بسمة بنت سعود المعتقلة في سجن (الحائر) عقب نشرها تغريدات على حسابها في “تويتر” الشهر المنصرم تناشد فيها عمها العاهل سلمان من أجل إطلاق سراحها.
وقال موقع “إنسايدر” الأميركي إن الأميرة بسمة (56 عاما) معتقلة تعسفيا في سجن الحائر شديد الحراسة قرب العاصمة الرياض دون أي جرم ارتكبته، وإن مناشداتها كلّفها قطع كافة اتصالاتها بالعالم الخارجي.
ونقل الموقع عن مقرب من الأميرة السعودية أنه منذ تغريداتها في إبريل/ نيسان قطعت عنها كافة الاتصالات، ولم تعد قادرة على إجراء اتصال بأي شخص.
وحسب المصدر نفسه، فإنه في الفترة السابقة عن تغريدات الأميرة، كانت تجري اتصالا كل أسبوع، وتتلقى اتصالا آخر من ابنتها سهود.
وأشار المساعد المقرب من الأميرة بسمة إلى أنه عقب تغريداتها الأخيرة التي تناشد فيها آل سعود الإفراج عنها بعد مرور سنة على سجنها، تمت قرصنة حسابها في “تويتر” وحذف كل تغريداتها.
لكن وبعد أسبوعين استرجع المكتب الإعلامي للأميرة الحساب وأعاد نشر تغريدات الأميرة المعتقلة منذ 27 أبريل/نيسان.
المكتب الإعلامي الخاص@KingSalman@FaisalbinFarhan@security_gov@spagov@MOISaudiArabia@okaz_brk@cnnarabic@AlArabiya_Brk@HRCSaudi@SaudiVision2030@media_ksa@KSAMOFA@BreakingF24_ar@bbcarabicalerts@SkyNewsArabia_B@kbsalsaud pic.twitter.com/de18WVvoOp
— الأميرة بسمة (@PrincessBasmah) May 13, 2020
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن قريب للأميرة بسمة أنها كانت ستسافر للعلاج في الخارج حين قُبض عليها في 28 فبراير/شباط 2019م، وأُبلغت أنها متهمة بمحاولة تزوير جواز سفر.
وأضاف المصدر أن التهم الموجهة إليها أُسقطت، لكنها لا تزال مسجونة في سجن الحائر مع ابنتها سهود التي كانت معها عند اعتقالها.
وأبلغت الأميرة بنفسها سابقا أنها محتجزة في سجن الحائر، وأنها مريضة ولم تتلق العلاج المناسب.
وأشارت أُسرة الأميرة -في نداء قدمته للأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي- إلى أن سبب احتجازها “قد يكون دورها كناقدة مفوهة للانتهاكات في البلد الذي ولدنا فيه، وكذلك.. من أجل الاستفسار عن الثروة المجمدة التي خلفها والدها”.
ولا تتولى الأميرة بسمة أي منصب داخل العائلة الحاكمة في السعودية، لكنها شخصية معروفة دوليا بدفاعها عن حقوق الإنسان في المملكة.
ووثقت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان اعتقال السلطات الأمنية 87 امرأة منذ ولاية سلمان وابنه حكم المملكة (2015-2020).
ولا تعد هذه الحملة الأولى من نوعها ضد ناشطي حقوق الإنسان، لكنها الأكثر قسوة من بينهم والأوسع نطاقا، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافا جماعيا.
وذكرت المنظمة الأوربية السعودية أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وقالت إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.
وتعيد حالة الأميرة المحبوسة للأذهان ما فعله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ العام 2017 بالعشرات من أفراد العائلة الحاكمة، بعضهم أعضاء في هيئة البيعة التي تختار الملك وولي عهده، إذ اعتقلهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض، حيث تعرضوا للتعذيب وأخذت منهم المليارات من أموالهم، وبررت السلطات ذلك بأنه حملة لمحاربة الفساد.
وإلى جانب الأميرة بسمة يعتقل “بن سلمان” منذ أوائل آذار/مارس 2020، ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي عزله العاهل سلمان وابنه في حزيران/يونيو 2017، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة.
وكذلك الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل العاهل الراحل عبد الله، والرئيس السابق لـ “هيئة الهلال الأحمر” السعودي.
ويكتنف الغموض مصير ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، داخل معتقله السرى في المملكة، عقب أنباء عن إصابته بنوبة قلبية نقل على إثرها إلى وحدة العناية المركزة.
وأثارت المديرية العامة للسجون في المملكة التساؤلات والشكوك حول مغزى تغريدة نشرتها عبر صفحتها في “تويتر”، هذا الأسبوع، عن صحة الأمير، قبل أن تحذف التغريدة زاعمة أنها اختراق لحسابها.
ونفت المديرية العام وفاة بن نايف، وقالت: إن كادرا طبيا متخصصا يشرف على الحالة الصحية للأمير بن نايف على مدار الساعة.
ومحمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، شغل منصب وليُّ العهد السابق، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالمملكة إلى أن أعفي فيما سمي “انقلابا أبيض” عليه من ولي العهد الحالي محمد بن سلمان عام 2017.
ورأى مراقبون أن اعتقال الأميرين “بن نايف” و”بن عبدالعزيز”، قد يكون خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي تحول دون تسلم ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” العرش خلفا لأبيه؛ لأنهما بديلان محتملان لتولي الحكم في المملكة.