عوائل أمراء معتقلين يخاطبون إدارة بايدن ضد بن سلمان
كشفت مصادر حقوقية عن مساعي لدى عوائل أمراء معتقلين بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان لمخاطبة إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن من أجل الضغط عليهم للإفراج عنهم.
وقالت المصادر لـ”ويكليكس السعودية” إن عائلات الأمراء اتفقوا على توجيه رسالة إلى بايدن تشرح فيها معاناة الأمراء المعتقلين في أماكن سرية داخل المملكة، والانتهاكات الحقوقية التي تعرضوا لها.
وتسود حالة من التفاؤل عائلات الأمراء المعتقلين بأوامر من بن سلمان عقب فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسط توقعات بخطوات منظمة للضغط من أجل الإفراج عنهم.
ودفعت تصريحات بايدن، في دعايته الانتخابية ضد القمع والاعتقالات التي ينفذها بن سلمان عائلات الأمراء المعتقلين للبدء بخطوات احتجاجية جماعية.
وبالفعل، بدأت عائلات الأمراء المعتقلين بالتشاور – عبر وسيط – بتوجيه رسالة عاجلة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد قبل البدء بتنصيبه مطلع العام القادم.
وأضافت المصادر المطلعة أن عائلات الأمراء ستدعم رسالتهم بتقارير صحية وحقوقية حول أوضاع الأمراء الذين تعرض بعضهم لانتكاسات صحية خلال فترة اعتقالهم.
وشهدت المملكة عدة موجات من الاعتقال خلال السنوات الأخيرة، كان آخرها في مارس/ آذار 2020 عندما تم اعتقال حوالي عشرة من أفراد الأسرة البارزين وتضمنت مصادرة مبالغ كبيرة من أموال الأمراء.
ودفعت أزمة النفط وفيروس كورونا، ولى العهد محمد بن سلمان للبحث عن أموال وأصول قديمة تعود لأمراء غير موالين له حتى بات “فتح الملفات القديمة” كإحدى الوسائل لجمع المال من داخل المملكة.
ومنذ تفشي فيروس كورونا المستجد داخل المملكة، أصدر ولى العهد محمد بن سلمان أوامر اعتقال بحق 10 أمراء من آل سعود على الأقل وسط انشغال عالمي في الجائحة.
وأفراد العائلة المالكة التي تضم حوالي 15000 عضو في جميع أنحاء العالم، لم يصبحوا في مأمن من قبضة بن سلمان الذي يكرس القمع والاضطهاد لكل من يخالفه ويكرس سياسية نهب أموال بكل الطرق.
ومع ذلك، كان اعتقال الأمير سلمان بن عبد العزيز البالغ من العمر 37 عامًا ووالده في عام 2018 هو الذي لفت الانتباه الدولي ثم أثار حملة كبيرة للإفراج عنهما.
ولا تعرف أسباب اعتقال الأمير الذي كان يميل إلى القيام بأعمال خيرية وتبرع ببعض ثروته لقضايا اجتماعية في البلدان المتخلفة.
كما لا يُعرف عنه امتلاكه لمصالح أو طموحات سياسية، لكنه التقى على ما يبدو ديمقراطي كاليفورنيا آدم شيف خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
والاعتقالات التي تمت منذ مارس شملت الأمير أحمد، شقيق الملك الحاكم، ومحمد بن نايف (إم بي إن) الذي أطيح به ولياً للعهد في عام 2017 واتُهموا بالخيانة.
وفي مارس / آذار، أثارت عمليتا اعتقال أخريان الدهشة. والمعتقلون هم أبناء وزير الداخلية السابق سعد الجابري مستشار بن نايف. لم يُرَ أي من الأطفال منذ اعتقالهم.
ويُعتقد على نطاق واسع أنه يتم استخدامهم كوسيلة ضغط لإجبار الجابري على العودة إلى المملكة من كندا ، حيث يعيش في المنفى منذ عام 2017، وقام برفع دعوى قضائية ضد ولي العهد في محكمة أمريكية.
ولم يُسمع عن الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود ، نجل الملك الراحل عبد الله، منذ اعتقاله في أواخر مارس/ آذار. كان فيصل قد اعتقل خلال موجة الاعتقالات عام 2017 ولكن أُطلق سراحه بعد ذلك بوقت قصير. ومع ذلك، مُنع من مغادرة البلاد.
ونفذ بن سلمان أكبر حملة اعتقالات طالت أكثر من 381 شخصية من كبار العائلة المالكة والشخصيات الاقتصادية الشهيرة في المملكة، وأوقف المتهمون في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة السعودية الرياض، الذي تم إخلاء جميع النزلاء منه وإيقاف خدمات الحجز وقطع جميع خطوط الاتصال الهاتفي به.
ويقول مايكل بيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “على الرغم من موجات الانتقاد، فإن السلوك غير القانوني للسلطات السعودية أثناء حكم محمد بن سلمان بحكم الأمر الواقع مستمر بلا هوادة”.