تعتزم سلطات آل سعود بيع أصول لشركة النفط العملاقة أرامكو أو حصص في شركات تابعة لها بقيمة 10 مليارات دولار وذلك في ظل أزمة اقتصادية حادة تعانيها المملكة.
وكلفت أرامكو شركة “مويلس آند كو” لوضع استراتيجية لبيع الأصول والحصص، وفقا لما أوردته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية.
وتتطلع سلطات آل سعود إلى محاكاة دولة الإمارات المجاورة، عبر استخدام شركة الطاقة الحكومية لجمع مليارات الدولارات من المستثمرين، حيث تسعى للحصول على السيولة لمواجهة الركود الحاد، بحسب الوكالة الأمريكية.
وباعت “أدنوك”، التي تضخ تقريبا كل النفط في الإمارات، وتعد ثالث أكبر منتج في منظمة “أوبك”، أسهما في ذراع بيع الوقود بالتجزئة وحقوق التأجير للعقارات وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
وتأثرت السعودية هذا العام بالإغلاق نتيجة فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط الخام؛ ومن المتوقع انكماش اقتصادها بنسبة 5.4% في 2020، وهو أكبر انكماش منذ الثمانينات، وفق بيانات صندوق النقد الدولي.
وأصدرت أرامكو خلال وقت سابق من الشهر الماضي، سندات دولية بقيمة 8 مليارات دولار.
وتعد أرامكو أكبر شركات المملكة وثاني أكبر شركة مدرجة في العالم، ومملوكة من الحكومة السعودية بأكثر من 98%، وتنتج في الظروف الطبيعية 10 ملايين برميل يوميا.
وتسبب تراجع أسعار الخام عالميا في هبوط صافي أرباح الشركة السعودية بنسبة 45% خلال الربع الثالث 2020، ما أدى إلى عدم قدرتها على توليد نقود كافية لتمويل مدفوعات المساهمين، التي وعدت بأن تصل إلى 75 مليار دولار هذا العام.
وقد تحتاج أرامكو إلى اللجوء إلى سوق السندات مرة أخرى، بالنظر إلى حجم تلك الالتزامات، وفقاً لوكالة “بلومبيرغ”.
وساعد التعهد بتوزيع الأرباح على دعم أسهم أرامكو، التي ارتفعت بنسبة 0.7% هذا العام، في حين انخفضت أسهم المنافسين مثل BP Plc و Royal Dutch Shell Plc بأكثر من 40%.
ومع ذلك، فإن اعتماد المملكة على أرامكو لدعم احتياجاتها المالية سيؤثر على الميزانية العمومية للشركة و”يخاطر بوضع ضغوط متزايدة على ملفها الائتماني”، كما قال جايمين باتيل، محلل BI.
وأثبت الطرح العام لشركة أرامكو السعودية الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه وضع أرامكو في دوامة الديون وسلط الضوء على عدد لا يحصى من المشاكل في المملكة للمستثمرين الدوليين، حسب ما ورد في تقرير لموقع Oil price.
والآن، تعمل الشركة على حفر نفسها في المزيد من الديون الخطيرة من خلال إصدارات السندات لمجرد دفع مدفوعات الأرباح الضخمة التي وعد بها محمد بن سلمان والتي كانت مطلوبة تماماً لإقناع أي شخص بالشراء في الاكتتاب العام الأولي.
والشهر الماضي، عدلت وكالة “فيتش” للتصنيفات الائتمانية، النظرة المستقبلية لـ”أرامكو” من “مستقرة” إلى “سلبية”.