بعد خسائرها .. أرامكو ترفع أسعار البنزين المحلية داخل المملكة
تدفع خسائر المملكة الاقتصادية الهائلة بسبب سياسات ولى العهد محمد بن سلمان والشركات الحكومية، بالضغط على جيوب المواطنين السعوديين وارهاقهم بالضرائب والغلاء وأخر ذلك رفع أسعار البنزين.
وتسود المملكة حالة من الغضب إزاء سلسلة قرارات وصفها وزير المالية محمد الجدعان، مؤخرا، بالمؤلمة، وأبرزها رفع الضريبة المضافة بنسبة 15% على جميع السلع والمنتوجات، وإلغاء بدل المعيشة للموظفين الحكوميين.
ودشن نشطاء سعوديون هاشتاق #الضريبة_المضافة_الجديدة وآخر #الضريبة_المضافة للتعبير عن غضبهم من الضريبة المضافة وآثار الأوضاع المعيشية السيئة في المملكة.
وفاجأ الإعلام الرسمي مواطني المملكة اليوم الثلاثاء، بالإعلان عن رفع أسعار البنزين المحلية لشهر أغسطس / آب الحالي.
ورفعت شركة النفط أرامكو سعر البنزين أوكتان 91 إلى 1.43 ريال للتر من 1.29 ريال، وحددت سعر البنزين أوكتان 95 عند 1.60 ريال للتر بدلا من 1.44 ريال في يوليو تموز.
وتراجعت أرباح شركة أرامكو – أكبر شركة نفط في العالم – بنسبة 73.4% بالربع الثاني من عام 2020، مقارنة بالربع المماثل من 2019.
ووفق البيانات التي نشرتها شركة أرامكو، السبت، على سوق الأسهم السعودية “تداول”، سجلت الشركة صافي ربح بعد الزكاة والضريبة، بلغ 24.62 مليار ريال (6.57 مليارات دولار)، مقابل 92.59 مليار ريال (24.69 مليار دولار) للربع الثاني من عام 2019
ورأت مجلة “كابيتال” الفرنسية أن صدمة التقشف التي تعرض لها الشعب السعودي، “بخرت أحلام العديد من الشباب” في البلاد، متوقعة في الوقت ذاته، أن تؤجج تلك الصدمة الاستياء ضد ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وقالت “كابيتال” إن سكان المملكة وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها أمام إجراءات تقشفية صادمة ستؤدي إلى انخفاض الدخل وتراجع معدلات التوظيف، وتدهور الظروف المعيشية، خاصة بعد مضاعفة ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات، في دولة لم يكن مفهوم الضريبة فيها معروفا منذ وقت ليس ببعيد.
ويتوقع مراقبون أن يؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض مستوى الدخل أن يهدد العقد الاجتماعي بين السلطة والشعب، ويعرقل مسيرة التطوير التي يتبناها ولي العهد ويضع المملكة في مفترق طرق صعب بعد ثلاثية أولى من السنة وصل فيها عجز الميزانية إلى تسعة مليارات دولار.
وعلق خبير الاقتصاد الدولي ستيفين هيرتوغ قائلا إن الضريبة على القيمة المضافة ستؤثر على غالبية العائلات في المملكة؛ لأنها تستهلك نسبة أعلى مما تجنى، كذلك إلغاء بدل المعيشية سيؤثر على العائلات الفقيرة.
وأضاف هيرتوغ: لذلك كان الأرجح تصميم الجانب التوزيعي من هذه الإجراءات لحماية العائلات الفقيرة.
وأكد الناشط السعودي سلطان العبدلي أن هناك تخبط اقتصادي داخل المملكة، مستدركا: “كل الدول تمر بأزمات، لكن حينما يكون القرار رهن بيد شخص ليس فقيه بالاقتصاد، ولا في السياسية، فهذا أمر صعب” وذلك فش إشارة لولى العهد.
ورغم ذلك، قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن صندوق الاستثمارات العامة التابع للمملكة – ويخضع تحت سيادة ولى العهد محمد بن سلمان – أنفق مليارات الدولارات خارج البلاد التي تشهد أزمة اقتصادية طاحنة جراء أزمتي انخفاض أسعار النفط وجائحة كورونا.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها، أنه وبالرغم من المعاناة الاقتصادية، وفرض المملكة إجراءات تقشفية على شعبها، أنفق صندوق الاستثمارات العامة منذ بداية عام 2020 فقط 325 مليار دولار على صفقات خارجية.