يعتقل نظام آل سعود في سجونه تعسفيا وبشكل غير قانوني عشرات أساتذة جامعات المملكة ضمن قائمة طويلة من انتهاكات الاعتقالات التي تشمل رموز دينية ومجتمعية وقضاة ومفكرين وكتاب وصحفيين.
وشملت حملة الاعتقالات الكبرى التي شنها محمد بن سلمان مطلع سبتمبر/أيلول 2017 مئات من رموز تيار الصحوة من أكاديميين واقتصاديين وكتاب وصحفيين وشعراء وروائيين ومفكرين, وأساتذة جامعيين, ولم توضح السلطات مصيرهم، أو توجّه لهم تهما علنية حتى الآن. من هؤلاء أساتذة جامعيون من خيرة رجال المملكة غيرتهم السجون ظلما عن الأهل والمحبين.
جامعة الإمام الاسلامية تفقد لوحدها 15 استاذاً, خطفتهم يد السجان ظلما منذ قرابة السنتين, منهم عبد اللطيف الحسين ويوسف الاحمد وعبد المحسن الأحمد وجمال الناجم وخالد العجيمي وغيرهم, غابوا عن قاعات التدريس وعن الإشراف على أبحاث طلاب الدراسات العليا بالجامعة.
جامعة القصيم يغيب عن قاعات التدريس فيها تعسفيا رموزا عديدة من أمثالهم الدكتور عبد الكريم الخضر مؤسس جمعية حسم الحقوقية. كحال جامعة الملك سعود التي يغيب عنها أساتذة مبدعين من أمثال الدكتورين إبراهيم الفارس ومحمد الخضيري.
جامعة أم القرى أيضا تفقد روادا في المجال الأكاديمي من امثال الدكتور عادل باناعمة.
شخصيات غاب جسدها خلف القضبان ولم يرد يوما تأثيرها عن أبناء الوطن، شخصيات ريادية جمعنهم منابر العلم والمنفعة جمعتهم اليوم زنازين دخلوهم ظلما بسبب سعة علمهم وشعبيتهم وسعيهم للترقي بالوطن والمجتمع, بطريقة لم تعجب اصحاب القرار شخصيات سيعودون قريبا إلى جامعات الوطن والى تدريس ابناء الوطن مهما طال الغياب.
وعدد العلماء والدعاة الذين اعتقلهم نظام آل سعود بلغ الستين. فيما عدد المعتقلين من أساتذة الجامعات الحكومية بلغ خمسين معتقلا، بينما اعتُقل 25 صحفيا، و20 ناشطا حقوقيا، و10 محامين.
ويتعرض هؤلاء إلى التعذيب الجسدي بالصعق والضرب والتعليق لساعات من الأذرع والسحل في ساحات السجن لإجارهم على انتزاع اعترافات ملفقة منهم.
ممن تم اعتقالهم بهذا التعسف الشيخ “أحمد العماري”، عميد كلية القرآن الكريم في جامعة المدينة المنورة سابقاً، مع أحد أبنائه بعد دهم منزله.
وطالبت منظمات حقوقية دولية مرارا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن معتقلي الرأي في المملكة، مؤكدة على حقهم في الحصول على محاكمة تضمن شروط العدالة وتؤمن لهم حقوقهم في الدفاع عن النفس.
يبرر نظام آل سعود حملة القمع التي تقوم بها ضد المعارضة بمواجهتها المصالح الخارجية التي تهدد الأمن الداخلي.
ويقول مراقبون إن نظام آل سعود يريد بحملة الاعتقالات توجيه رسالة للسعوديين مفادها أن مصيركم سيكون كمصير هؤلاء الذين سجنوا إذا وجهتهم مجرد انتقاد علنا.