نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريراً عن اقتراح الرياض بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان القيام بتعويم أصول شركة أرامكو النفطية في لندن.
يعتقد ولي العهد محمد بن سلمان أن اقتراح فكرة تعويم أصول الشركة في لندن كجزء من خطة لجمع الأموال وتنويع الاقتصاد, إذ يقدر أن قيمة الشركة تبلغ أكثر من 1.6 تريليون جنية إسترليني.
وقالت الصحيفة ، إن بريطانيا، تشعر بالحماس لاحتمال، تعويم أصول شركة “أرامكو” للنفط في لندن، والسبب في ذلك، أن “أرامكو” أكبر من شركتي “”Apple و””Alphabet وGoogle””، هذا إلى جانب أنها تسيطر على خمس احتياطات النفط في العالم، ما يجعل شركات النفط الأخرى مثل “”Shell وBP”” تبدو صغيرة مقارنة بها.
ونقلت صحيفة ديلي ميل عن “مراقبون موضوعيون” قولهم إن قيمة الشركة لا تستحق هكذا مبلغ” ولكن الحقيقة أن الشركة عملاقة حقاً، بالإضافة إلى رسوم البنوك الاستثمارية والمستشارين الآخرين وغيرهم، مما يجعلها قد ترتقي لهذا التقييم المالي المرتفع”.
وأضافت الصحيفة: ” أن هناك فرضية مفادها أن شركة أرامكو ليس لديها نية حقيقية لطرح الاكتتاب أو تعويم أصولها في لندن أو في أي مكان آخر، ولكنها مجرد خطوة لإعطاء إشارات للبنوك الجشعة ولجعل السياسيين المحتاجين تحت تصرف حكومة آل سعود والشركة”.
وتابعت الصحيفة: “تقدر الشركة، أنه إذا كانت هذه الفرضية ليست في محلها، وأن السعوديين جادون في موضوع تعويم، أصول أكبر شركة نفطية في العالم.
فإن لندن تعتبر منافساً قوياً لاستقطاب وشراء مثل هذه الأصول، مشيرةً إلى أن بورصة لندن، تعد الأكثر إقبالاً من ناحية دولية من بورصة نيويورك، حيث يُنظر إلى نظام الإدراج البريطاني وبيئة الاستثمار والنظام القانوني على أنه أكثر ودية وتساهلاً للشركات الأجنبية.
وذكرت الصحيفة: أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي طارت إلى لندن مباشرةً حينما كانت رئيسة لحكومة الوزراء العاشرة، والآن رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون يتوجه إلى لندن مسرعاً ليفعل المثل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه يمكن تصوير كسب بريطانيا لمعركة تعويم الشركة السعودية للنفط –أرامكو- بمثابة انتصار لها، حيث ستكون طوق النجاة الاقتصادي لبريطانيا إثر إقدامها على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مما سيجعلها تفتح آفاقاً جديدة على تجارة النفط الكبرى في العالم الخارجي .
وتتسائل الصحيفة: “لكن علينا أن نسأل بأي ثمن؟” ” فعندما يتعلق الأمر بنظام آل سعود، فإن لدى البعض مخاوف عميقة بشأن حقوق المرأة، والحرب المملكة على اليمن، وجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. بالإضافة إلى مخاوف جدية بشأن الإدارة في أرامكو”.
وأكدت الديلي ميل أن هيئة السلوك والرقابة المالية في بريطانيا تحركت بالفعل لتخفيف القوانين أملاً في جذب السعوديين قبل طرح الاكتتاب العام للدول الأجنبية.
لكن لا يعتقد الجميع أن بريطانيا يجب أن تتراجع للخلف من أجل كسب أصول أرامكو.
وقال معهد الإدارة: “إن القيام بذلك سيكون تخفيضاً للمعايير مما قد يضع سمعة
وترى الصحيفة، أنه يجب على الحكومة البريطانية أن تفكر جيداً قبل الاقبال على مثل هذه الخطوة، والتي ستوفر أموالاً لا نهاية لها لنظام آل سعود، بالإضافة أنه من المعروف عن الشركة أنها لا تتصف بالشفافية الكاملة فيما يتعلق بنشر نتائجها أو تقاريرها المالية وأرباحها، لذلك يجب على الخبراء الاقتصاديين والمعنيين التأكد من حماية مصالحهم إذا تم جلب شركة أرامكو للمملكة المتحدة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه سيكون أمراً سهلاً على السياسيين والمستثمرين للفوز بالاكتتاب العام وتعويم أصول شركة أرامكو.
وحذرت الصحيفة الحكومة البريطانية على أن يكونوا حريصين على مصلحة البلاد وألا يقعوا في فخ اقتصادي سياسي محكم قد يقوض حكم بريطانيا”.