توقعت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية فشل عملية الطرح الأولي لأسهم شركة “أرامكو” النفطية كما يخطط محمد بن سلمان منذ سنوات في ظل أن قيمة التقييم السوقي للشركة تقف عائقاً ضد تحقيق ذلك.
وقالت الصحيفة إن الطرح يبدو أنه سيفشل لأن مبلغ تريليوني دولار الذي تتوقعه الرياض كتقييم لإجمالي أسهم الشركة يبدو بعيد المنال في ظل الظروف العالمية الراهنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة تسعي لطرح نسبة من أسهمها في السوق المحلية بشكل مبدئي لكن جهودها منيت بضربة كبيرة قبل أسابيع بعدما تعرضت منشآت تابعة لها لهجوم.
وتسببت الهجمات في وقف تدفق نحو 6 ملايين برميل يوميا بما يعادل نصف إنتاجها، و6% من الإنتاج اليومي العالمي.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن المملكة تجنبت بالفعل قفزة في أسعار الوقود على مستوى العالم بعد الهجوم بسبب مخزونها الاحتياطي واستجابتها السريعة في إصلاح الأضرار.
غير أنها لفتت إلى أن ذلك كله أثر سلبا على أرامكو التي يرغب مالكو أسهمها في التأكد من تأمين أصولها قبل الشراء عند طرح الأسهم في الأسواق.
وأكدت الصحيفة أن الشركة تواجه مشكلة عويصة هي السرية التي طالما اتسمت وهو ما لا يتناسب في الغالب مع متطلبات من يرغبون عادة في شراء أسهم شركات عملاقة بهذا الحجم لأنهم يبحثون على إدارة تعمل بشفافية.
وذكرت “تليغراف” أن الشركة وفي محاولة منها للتغلب على النقطة السابقة، قدمت لمحة لمن يفكرون في شراء أسهمها عبر إعلان أرباحها نصف السنوية المتوقعة قبل شهرين.
وقدرت أرامكو أرباحها نصف السنوية بنحو 50 مليار دولار وهو ما يجعلها وبفارق كبير أعلي شركة على وجه الأرض من حيث در الأرباح.
وفي سبتمبر الماضي، أفادت مصادر مطلعة بأنّ سلطات آل سعود تدرس إمكانية تأخير طرح قسم من شركة أرامكو للاكتتاب بعد الهجوم الذي استهدف منشآتها النفطية وتسبب بوقف ضخ أكثر من نصف إنتاجها.
ويعد الاكتتاب العام لأرامكو جزءاً من خطة ولي العهد محمد بن سلمان لتنويع مصادر اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط.
وتخطط الشركة لطرح 5% من أسهمها في الاكتتاب العام، ولكن تأجلت عملية الطرح مراراً، لأسباب عدة بينها انخفاض أسعار النفط، وفق متابعين اقتصاديين.
وفي 7 أكتوبر الحالي، خفضت وكالة “فيتش” التصنيف الائتماني لشركة “أرامكو” من (A+) إلى (A).
وذكرت “فيتش” (مقرها نيويورك)، في بيان أصدرته، أن “خفض التصنيف أخذ في الاعتبار التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، وكذلك استمرار عجز الموازنة في البلاد من بين عوامل أخرى”.
وفي نهاية سبتمبر الماضي، خفضت “فيتش” تصنيف المملكة إلى “A” من “A+” مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وسبق أن قدرت “فيتش” أن الهجوم “سيكون له تأثير محدود جداً على الأداء التشغيلي والمالي لشركة أرامكو السعودية في 2019”.