رجحت مصادر سعودية أن تتقدم شركة النفط السعودية “أرامكو”، و”روسنفت” الروسية بعروض في عملية خصخصة شركة التكرير الهندية بهارات بتروليوم.
وكشفت المصادر عن اتجاه شركتي النفط العملاقتين روسنفت وأرامكو لتقليص خططهما الاستثمارية بسبب تدني أسعار النفط والطلب الضعيف على الوقود.
وكانت روسنفت الروسية أبدت اهتماما بشراء حصة الحكومة الهندية البالغة 53.29 بالمئة في بهارات بتروليوم عندما زار الرئيس التنفيذي إيجور ستشين نيودلهي في فبراير/ شباط، في حين قال وزير التجارة الهندي إن أرامكو متحمسة لفرصة شراء حصة.
لكن مصدرا في روسنفت قال إن الشركة لن تشتري بهارات بتروليوم.
وقال مصدر آخر لـ”رويترز” إن روسنفت لن تكون مهتمة إلا بنشاط الشركة الهندية في مجال التسويق والذي يتكون من مستودعات وقود وأكثر من 16 ألفا و800 محطة بنزين. وقال: “لكي يحدث هذا، ينبغي أن تبيع الهند بهارات بتروليوم على أجزاء.”
وتطمح الحكومة الهندية لجمع ثمانية إلى عشرة مليارات دولار من بيع حصتها في بهارات بتروليوم، في وقت تشتد فيه حاجاتها إلى مصادر لتمويل برامج الضمان الاجتماعي وسد عجز مالي تجاوز بالفعل المستهدف.
لكن سهم الشركة هوى نحو 30 بالمئة على مدى العام المنصرم ليسجل حوالي 386 روبية في تداولات اليوم الثلاثاء.
وقال مصدر مطلع على تفكير شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو: “الوقت غير مناسب للاستثمار في التكرير… الطلب سيكون على تحويل النفط إلى كيماويات وليس على المنتجات التقليدية”.
وقالت أرامكو إنها لا تعلق على الشائعات والتكهنات، مضيفة: “نواصل استكشاف فرص النمو المحتملة في آسيا، وهو ما يشمل الهند، وسنفصح عن التطورات ذات الصلة متى اقتضت الضرورة.”
وبحسب وثيقة لوزارة النفط الهندية، بحثت الحكومة السعودية خصخصة بهارات بتروليوم مع مسؤول بوزارة النفط في يوليو/ تموز.
لكن مصدرا ثانيا مطلعا أيضا على توجهات أرامكو قال إنه بعد إبداء اهتمام أولي فإن الشركة لم تقدم عرضا رسميا رغم تمديد المهلة شهرين إلى 30 سبتمبر/ أيلول.
وقال مصدر ثالث إن أرامكو أوقفت معظم خططها الاستثمارية في الهند بسبب انهيار سعر النفط، مستبعدا أن تقدم عرضا لشراء بهارات.
وقال مصدر رابع مطلع على تفكير أرامكو: “الهند لن تحصل على السعر المستحق من بيع حصتها في بهارات بتروليوم في ظل المناخ الحالي”.
وقالت المصادر إنه لا روسنفت ولا أرامكو ترى قيمة كبيرة في نشاط التكرير نظرا لأن الحكومة في ولاية كيرالا الهندية، حيث توجد أضخم مصافي بهارات برتوليوم، قد تحاول إفشال عملية الخصخصة قضائيا، في حين أن المصفاتين الأخريين للشركة تقعان داخل مدن، مما لا يتيح مجالا كبيرا للتطوير والتوسعة.
وهذا الشهر، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن شركة أرامكو النفطية تعتزم على تبطئ خططها التوسعية النفطية؛ بفعل خسائرها وأزماتها المتفاقمة منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الشركة تراجع خططها التوسعية داخل المملكة وخارجها لمواجهة الانخفاض الحاد في أسعار النفط وضغوط توزيعات الأرباح.
وكشفت أن عملاق النفط تراجع خطة بتكلفة 6.6 مليارات دولار لإضافة إنتاج بتروكيماويات في مصفاة “موتيفا” التابعة لها في تكساس الأمريكية، ومشروعاً كبيراً للغاز الطبيعي مع شركة “سيمبرا إنرجي” في تكساس أيضاً.
وأشارت إلى أن أرامكو تعتزم وقف الاستثمارات في مصافي تكرير بالصين والهند وباكستان، وتأجيل خطط تعزيز الطاقة الإنتاجية للخام داخل المملكة إلى 13 مليون برميل يومياً، وذلك لمدة عام.
وهوت أسعار النفط بحدة هذا العام تحت تأثير جائحة كورونا، وتعمقت الخسائر بشن السعودية حرب أسعار ضد منتجين من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، على رأسهم روسيا.
وتراجعت أرباح أرامكو – أكبر شركة نفط في العالم – بنسبة 73.4% بالربع الثاني من عام 2020، مقارنة بالربع المماثل من 2019.
جاء ذلك، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، وتدني هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات، وفق بيانات صادرة عن الشركة السعودية.