لامست أسهم “أرامكو” النفطية 34.45 ريال (9.18 دولار) لفترة وجيزة في معاملات الاثنين، مسجلة أدنى مستوياتها منذ بدء تداولها في 11 كانون أول/ديسمبر، عقب طرح عام أولي حطم أرقاما قياسية.
وفقد السهم 11% منذ تسجيل ذروة 38.70 ريال. وكان سعر الطرح الأولي 32 ريالا للسهم، مقدرا قيمة “أرامكو” بنحو 1.7 تريليون دولار.
ووصلت القيمة السوقية للشركة المملوكة للحكومة، في النصف الأول من ديسمبر الماضي، إلى أكثر من 2 تريليون دولار أمريكي.
وصعدت أسهم شركة النفط العملاقة إلى الحد الأقصى المسموح به عن سعر الاكتتاب العام لأول مرة في سوق الأسهم بالرياض.
وأعرب خبراء ومراقبون مختصون بأسواق النفط، وفق صحيفة “نيوزويك” عن تخوفهم من إمكانية أن تشن إيران هجمات جديدة على البنى التحتية النفطية في المملكة ردا على اغتيال أحد أبرز جنرالاتها، قاسم سليماني، محذرين من أن أي تصعيد جديد في الشرق الأوسط سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
ويرجح المحللون والخبراء، تأثر خُمس الإنتاج العالمي من النفط مع اتجاه المنطقة نحو شفير الحرب؛ وترتفع أسعار برميل النفط لمستويات قياسية قد تناهز 100 دولار.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الغارة التي استهدفت سليماني، بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب؛ “إذ كان يعمل المسؤول الإيراني على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين في العراق والمنطقة”.
وسرعان ما تأثرت أسعار النفط الخام العالمية، عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية اغتيال القائد الإيراني، وصعدت عقود برنت الآجلة بأكثر من 3.2 بالمئة، أعلى مستوى في ثلاثة شهور ونصف عند 69 دولارا للبرميل.
وستحافظ أسعار النفط على مستويات فوق 67 دولارا لبرميل برنت خلال الفترة المقبلة، مع بقاء التوترات قائمة في المنطقة، وسط تعدد الخيارات التي اتبعتها طهران سابقا أمام العقوبات الأمريكية.
ويعد مضيق هرمز جنوب إيران، أحد السيناريوهات التي قد تلجأ إليها طهران كإحدى أدوات الرد الاقتصادية، على اغتيال سليماني، عبر تعطيل الإمدادات النفطية من دول الخليج إلى العالم.
وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، ما يعادل 21 بالمئة من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مما يجعله أكبر ممر مائي في العالم.
ومنذ مايو/ أيار الماضي، تعرضت ناقلات نفط وطائرة تجسس أمريكية للهجوم، بالقرب من المضيق، الذي يدفع تعطيل الإمدادات من خلاله إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وصعود أسعار الطاقة العالمية.
ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة.
كذلك، يهدد اغتيال سليماني إلى احتمالية مظاهرات شيعية في العراق، وتعطيل مراكز الإنتاج أو التصدير النفطي، في البلد المصنف كثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية بمتوسط 4.6 ملايين برميل يوميا.