قالت وكالة رويترز العالمية للأنباء إن الكثير من مديري الاستثمارات خارج الخليج يعتزمون تجاهل الطرح العام لشركة أرامكو، بسبب مخاطر الحوكمة والبيئة والعوامل الجيوسياسية.
وذكرت الوكالة في تقرير لها “كان من المفترض أن يكون الطرح العام الأوليّ لشركة أرامكو السعودية حجر الزاوية في الخطة الطموح التي نسج خيوطها ولي العهد محمد بن سلمان لفتح أبواب الاستثمار الأجنبي في المملكة، لكن ليست هناك أي بادرة على إقبال كبير من المستثمرين الأجانب”.
وأكدت شركة النفط العملاقة الخميس أن الطرح الأوليّ لأسهمها سيكون الأكبر في التاريخ، إذ بلغت حصيلته 25.6 مليار دولار.
وبناء على ذلك تبلغ قيمة شركة أرامكو 1.7 تريليون دولار، وهو رقم لا يزال أقل من الهدف الذي كان محمد بن سلمان يسعى إليه وهو تريليونا دولار.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها رويترز من 26 شركة لإدارة الأصول من خارج منطقة الخليج يتجاوز مجموع ما تديره من استثمارات معا سبعة تريليونات دولار، سينأى العديد من المستثمرين العالميين الذين يركزون على الأسواق الناشئة بأنفسهم عن أسهم أرامكو في سوق الأوراق المالية بالرياض لدى استهلال تداولها الذي يتوقع أن يبدأ في الأسبوع المقبل.
وقال أغلب مديري الصناديق النشطة إنهم سينأون بأنفسهم على الأرجح عن الطرح الأوليّ، وذلك استنادا لمخاوف ملحة تتعلق بمخاطر الحوكمة والعوامل البيئية والجيوسياسية بالمنطقة.
كما قال جميع مديري الصناديق الخاملة -الذين يتبعون مؤشرات بعينها بدلا من أخذ قرارات استثمارية تتعلق بأسهم بعينها- إنهم لن يشتروا أسهم أرامكو في الطرح العام الأوليّ.
ولم يتوقع أحد من الخبراء في عالم الاستثمار أن يكون الاهتمام العالمي فاترا عندما أحدث بن سلمان ضجة في عالمي الطاقة والمال عام 2016 لدى إعلانه خطط إدراج أرامكو أكبر شركات العالم ربحية بما في ذلك إدراجها في بورصات عالمية من خلال أكبر طرح عام أوليّ في التاريخ.
وقال تشارلز هوليس الدبلوماسي البريطاني الذي عمل في السابق في المملكة ومدير شركة فالانكس أسينت للاستشارات “عندما تم الإعلان عن ذلك كان السعوديون وخاصة ولي العهد يتطلعون إلى شيء من شأنه أن يضع أرامكو على خريطة المستثمرين العالميين، ومن الواضح أن شيئا من ذلك لم يحدث”.
وبلغ مجموع طلبات المشاركة في الاكتتاب من المؤسسات الاستثمارية 106 مليارات دولار، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 4.6 مرات على الأسهم المعروضة، لكن لم يتم الكشف عن النسبة التي يمثلها المستثمرون من الخارج في هذا الإقبال.
وكان آخر تحديث ينشر عن ذلك يوم الجمعة الماضي وأظهر أن إقبال المؤسسات الاستثمارية الأجنبية بلغ 10.5% من إجمالي الأسهم المطروحة وقيمتها 38.4 مليار دولار.
وأفادت رويترز بأن نطاق مخاوف المستثمرين النشطين عريض، فالبعض يرفض ببساطة الاستثمار في شركات النفط بينما يتوجس آخرون من تدخل الدولة في إدارة الشركة أو من سجل السعودية بمجال حقوق الإنسان أو من المخاطر الجيوسياسية التي أصبحت في صدارة العوامل بفعل الهجوم الذي وقع على منشأتين نفطيتين لأرامكو في سبتمبر/أيلول الماضي.
لكن بعض مديري الصناديق في الجانب الآخر، قالوا إن أرامكو تملك قاعدة تقوم على التكاليف المنخفضة وذات دور قيادي في قطاعها وعملياتها كما تنخفض فيها معدلات الانبعاثات الكربونية ولديها عائد ربحي مغر، ولكن رغم ذلك قد يكون السعر النهائي عاملا رئيسيا.