يبرز رئيس رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى كأحد أخطر أدوات ولي العهد محمد بن سلمان لتمرير مخططاته الخبيثة بالانقلاب على هوية المجتمع السعودي والتمرير التدريجي للتطبيع مع إسرائيل.
ومنذ صعود محمد بن سلمان لولاية العهد، دأب بشتّى الوسائل على محاربة الإسلام وتغريب المجتمع، وجنّد لذلك أشخاصًا ووظّفهم في مناصب مهمة وأناط لكل منهم مهمات عدة.
كما عيّن العديد من القضاة الظلمة ليشرعنوا جرائمه ضد معتقلي الرأي، وجنّد الماكنة الإعلامية الرسمية في المملكة (ومن خلفها آلاف الوطنجية والذباب) لتلميع صورته وقلب الحقائق. فضلًا عن توظيف المئات غيرهم في مناصب متعدّدة.
لكن محمد العيسى يعد الأخطر والأخبث في أدوات محمد بن سلمان، فخطورة ما يقوم به تكمن في الخفاء والتدليس، وكذلك ولوجه من باب الدين ومفاهيمه، والأهم هو ارتباط أعماله ودوره بالتنسيق مع أعداء الإسلام عمومًا وإسرائيل خصوصًا.
ومشروع محمد العيسى الخبيث يمكن تقسيمه لمحاور عدة تشمل التغلغل الإسرائيلي في بلاد الحرمين، والشراكات مع أعداء الإسلام واستضافته لهم، وتشويه صورة الإسلام بتقديم نموذج يخالف مبادئه.
فلا يقتصر دور العيسى على كونه العرّاب الديني للتطبيع، وحديثه المستمر عن التعايش والسلام مع اليهود بذريعة “التسامح الديني”، بل يتعدّاه للتنسيق المباشر مع إسرائيل والسماح لها بالتغلغل في بلاد الحرمين، ولأجل ذلك أقام العيسى شراكات معهم.
وليس سرًا أن العيسى هو النموذج المثالي للإسرائيليين وقد صرّحوا بذلك علانية حيث وصفته صحيفة Times of Israel بـ “إمام الإسرائيليين”، كما أشادوا باختياره خطيبًا ليوم عرفة وأن هذا يعطي إشارة لمستقبل السعودية والذي يتّجه لتعزيز التطبيع مع إسرائيل.
وقد ارتبط عمل العيسى مع شخصيتين إسرائيليتين، هما جيسون غوبرمان (مؤسس ديارنا) وزوجته إيرينا تسوكرمان.
وديارنا، مؤسسة يهودية تدّعي العمل للحفاظ على الآثار اليهودية في المنطقة، ولكن تحركاتها في السعودية والذي “تتّسع له حدقات العيون” بوصف غوبرمان. والعيسى كان ذراعهم اليمين ودليلهم في المملكة!
أما إيرينا تسوكرمان، فتعرّف نفسها كخبيرة بشؤون الشرق الأوسط ومدافعة عن حقوق إنسان، ولكنها يهودية بامتياز.
عضو في اتحادات يـهودية مختلفة، ومن الداعين لإعادة “هيكل سليمان” مكان الأقصى، ودخلت بنفسها الأنفاق، كما تتواجد في اجتماعات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار الشخصيات الأمريكية كبومبيو.
والعلاقة بين العيسى وتسوكرمان باتت وثيقة بحيث ترافقه في معظم رحلاته وتنسّق له اللقاءات مع المنظّمات اليهودية، كما أثنت على جهوده في دفع عجلة التطبيع وكتبت مقالة تمدحه عنوانها: “قافلة التطبيع ستصل للقدس”.
كما قدّمته لمقابلات مع صحف عبرية، وسُمح لها في المقابل بالكتابة في “عرب نيوز” السعودية.
و شارك العيسى في “اتفاقية باريس للعائلة الإبراهيمية للتضامن والسلام” في فرنسا. حيث قاد وفدًا في 2018 لزيارة متحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية، والذي قال عنه الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، ديفيد هاريس، بأن الرحلة تمثل أرفع وفد على الإطلاق لزعماء دينيين مسلمين.
ووقّع العيسى باسم رابطة العالم الإسلامي عدة اتفاقيات، منها مع لجنة شؤون العلاقات السعودية الأمريكية “سابراك” في 2018، وزار بموجبها متاحف يهودية وعمل لقاءات مع مؤسسات وشخصيات مناصرة لإسرائيل، كـ سام براونباك، السفير الأمريكي للحرية الدينية، المُناصر لأفكار اليمين الصهيوني المتطرف.
واستضاف العيسى عبر الرابطة أبرز المؤسسات المؤيدة لإسرائيل وقادتها لمؤتمر التواصل الحضاري الثاني في أكتوبر 2018.
وفي يونيو 2020 تم تكريمه من قبل المبعوث الأمريكي الخاص لمراقبة ومحاربة معاداة السامية، إلان كار، بمنحه جائزة محاربة معاداة السامية “لرؤيته المميزة لبدء فصل جديد”.
كما استضاف العيسى قبل أشهر الوفد اليهودي الأمريكي الذي يضم 13 من كبار الشخصيات المؤيدة لإسرائيل لبحث التعاون بين المنظمات الإسلامية واليهودية، والتي وصفها موقع Jewish Insider بأنها الرحلة الأولى من نوعها للمملكة.
كما استضاف عدة حاخامات للحديث عن القيم المشتركة بين الأديان.
يضاف إلى ذلك شراكات العيسى مع أعداء الإسلام واستضافته لهم:
في أغسطس 2021، دشّن العيسى شركة استراتيجية مع واحد من أشد أعداء الإسلام، بتوقيع اتفاق شراكة استثنائية بين رابطة العالم الإسلامي ومعهد توني بلير للتغيير العالمي، لتدريب 100 ألف شاب و”تصحيح المفاهيم” حول التنوع الديني والثقافي.
كما اتفق العيسى مع وفد القيادات الإنجيلية الأمريكية (المؤيد لإسرائيل) خلال استضافتهم في جدة في 2019 على تعزيز التعاون المشترك!
ومن أبرز من استضافهم العيسى من أعداء الإسلام:
* اليمينية الفرنسية المتطرفة، مارين لوبان التي وصفت الإسلام بالسرطان وطالبت بحظر الحجاب وكافة المظاهر الإسلامية في فرنسا.
* سادجورو جاغي، الأب الروحي للهندوسية والمعادي للإسلام.
الإمام التوحيدي، الذي تطاول على الرسول ﷺ وزوجاته.
تشويه صورة الإسلام
منذ أن تولى العيسى رئاسة الرابطة، عام 2016، وظّف الرابطة ومنصبه لتشويه صورة الإسلام وجعلها تتماشى مع رغبات أعدائه.
حيث صلى مع البوذيين في تايلند بدعوى التسامح. فيما صمت (أو ندّد بخجل) عن الانتهاكات التي تطال المسلمين في العالم.
ومن أشهر مواقفه المسيئة للإسلام والمسلمين ما صرّح به بعد حادثة الرسوم المسيئة للنبي ﷺ في فرنسا.
حيث هاجم المقاطعين للمنتجات الفرنسية ونعتهم بالجهلة والحمقى، وقال إن المقاطعة ردة فعل ظالمة تجاه شركات بريئة لا علاقة لها بالرسوم، مطالبا من لا يحترم دستور البلد بالبحث عن بلد آخر!.
كما شرعن العيسى احتلال إسرائيل لفلسطين، ولم يعترض على دعوة حاخام له لزيارة بيته في القدس المحتلة وقبول دعوته على العشاء ثم زيارة حائط (المبكى).
بل علّل اعتذاره بأن “الوقت غير مناسب” فقط، ولم يعترض على احتلالهم القدس أو تدنيسهم للأقصى.
واستغل العيسى اعتقال الكثير من العلماء وسكوت آخرين ليمرّر أهدافه الخطرة باسم الدين وبدعم مباشر من محمد بن سلمان الذي وجد فيه ضالته لتغيير المفهوم الديني من الداخل وإبداله بآخر يتماهى مع مخططات إسرائيل وأعداء الإسلام.