يستغل نظام آل سعود تأشيرات الحج المرتقب انطلاقه بعد أيام بهدف شراء ذمم صحافيين عرب لوقف انتقاداتهم لما يرتكبونه من جرائم وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان.
وكشفت مصادر في الديوان الملكي أن نظام آل سعود وزع هذا العام عشرات تأشيرات الحج المجانية على صحافيين من غالبية الدول العربية مع حرص على اختيار أصحاب المناصب التنفيذية في وسائل الإعلام الخاصة.
وأوضحت المصادر أن الهدف الأساسي من خطوة نظام آل سعود كسب ود الصحافيين وشراء ذممهم للتستر على جريمة قتل الصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي مطلع أكتوبر 2018 داخل قنصلية المملكة في اسطنبول التركية.
ويخوض نظام آل سعود سباقا مع الزمن لترميم صورته المهتزة بشدة عربيا وإسلاميا قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لقتل الصحفي خاشجقي من دون تقديم المسئولين عن الجريمة إلى القضاء ومحاسبتهم.
كما يحاول النظام تقليل الحملة الإعلامية المتوقع أن يتعرض لها عند حلول ذكرى قتل خاشقجي وذلك باستغلال موسم الحج وشراء مسبق لذمم صحفيين.
وكان خاشقجي انتقد بشجاعة، ظاهرة انزياح السلطات إلى يد شخص، يفرض رأيه دون حوار أو نقاش, إنه يمثل النموذج العربي للسلطة الراهنة التي تفتقر إلى الديمقراطية والتعددية، وتخضع لأحادية الرأي والحكم والقيادة، بعد أن أقصت الأطراف الفاعلة في المجتمع، ودجنت الشعوب بطريقة مذلة.
وشكلت وقائع مقتل خاشقجي إدانة لنظام تسلطي فاقد لشرعية الحكم، تفتقر دوله إلى مقومات الحكم الرشيد، والدولة المدنية الحديثة, ما جعل شعوبه تعيش بحسب خاشقجي “إما غير مطلعة، أو مضللة”، نتيجة الكراهية التي تكنها الدكتاتوريات للحقيقة والصحافة الحرة, وهي كراهية أصبحت اليوم معلنة، وسيكون لها عواقب وخيمة على أرض الواقع، ستنجم عنها أوضاع مقلقة.
ومعروف أن نظام آل سعود يتورط سنويا في توزيع تأشيرات المجاملة على شخصيات معينة خصوصا السياسيين والإعلاميين بهدف حشد الدعم له وتحسين صورته المهتزة.
وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة تم رصد منح نظام آل سعود ما لا يقل عن خمسة آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند المجاملة والاستغلال السياسي.
وتؤدي هذه الممارسات المشبوهة إلى حرمان المسلمين من تأدية مناسك الحج والعمرة.
كما أن أل سعود يستغلون الحج والعمرة لتصفية حساباتها مع الدول التي تعارضها سياسياً ولفرض أجندتها السياسية على جميع الدول لأنها تعلم بأن جميع المسلمين والدول الإسلامية بحاجة ماسة لتأدية هذه الفريضة الإسلامية الخامسة.
ويؤكد هذه الممارسات عدالة المطلب المتنامي في الدول العربية والإسلامية بأن نظام آل سعود غير مؤهل لإدارة الحرمين وأنه فشل فشلاً ذريعاً بهذا الصدد.
وتتصاعد المطالب بضرورة إشراك الخبرات الإسلامية في إدارة الحج والعمرة عن طريق إشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية لضمان أقصى درجة من درجات الشفافة والنزاهة في إدارة الملف الهام لجميع المسلمين بما في ذلك الحرص على توزيع حصص الحج والعمرة على الدول الإسلامية بشكل عادل لا محاباة فيه ولا وساطة.