فضائح السعودية

فساد مالي ضخم لمحمد بن سلمان وإنفاق ببذخ على نزواته الشخصية

أورد كتاب صعود محمد بن سلمان إلى السلطة للكاتب الأميركي بن هابرد، تفاصيل صادمة بشأن خفايا فساد مالي ضخم لولي العهد وإنفاق ببذخ على نزواته الشخصية.

وقال بن هابرد في الفصل الخامس من كتابه الذي حظي باهتمام إعلامي واسع في الولايات المتحدة، إنه مع نمو قوة محمد بن سلمان، ازداد اهتمامُه بالثروة الهائلة وزخارفِها.

فبعد أن أمضى شبابه في مشاهدة أبناء عمومته الأكثر ثراءً يجمعون ثرواتهم، ويستمتعون بإجازات باذخة في الخارج، ويصرفون مبالغ مذهلةً على شراء العقارات، كان دورُه في البذخ قد حل الان.

كان والدُه ملكًا وكان بإمكانه الإنفاق كما يشاء، ومكنه منصبه من خلق مصادر دخل جديدة، تضمنت إحداها شركةُ الخطوط الجوية السعودية، التي كانت تخططُ لشراء خمسين طائرة من إيرباص، وكسبت خصمًا كبيرًا أثناء تحديث أسطولِها.

لكن محمد بن سلمان رتب لشركة يُشرف عليها شقيقُه الأصغر لشراءِ الطائرات وتأجيرهِا لشركة (السعودية)، وإعادةِ توجيهِ الخصم والأرباح الأخرى لعائلته.

في يونيو 2015، وهو نفس الشهر الذي تم فيه توقيعُ هذه الصفقة، اصطحب محمد بن سلمان مجموعةً من الأصدقاء في إجازة إلى جزر المالديف، وهي مجموعةٌ من الجزر المرصعةِ بالنخيل المتناثرةِ مثل عقد من اللؤلؤ في المحيط الهندي.

لقد أقاموا معسكرًا في منتجع فخم للغاية يسمى جزيرة فيلا الخاصة، حيثُ تتراوحُ أسعارُ الإقامة عادة من ألف وخمسمائة دولار إلى ثلاثين ألف دولار في الليلة، ولضمان خصوصيتِهم.

استأجرت الحاشيةُ المكان بالكامل، وتم منحُهم وصولاً حصريًا إلى وسائلِ الراحة الخاصة به، وشملت الشواطئ الرملية التي تحيطُ بالجزيرة، والفيلاتِ ذات الأسطح المصنوعة من القش القائمة على ركائز متينة في المحيط.

والمنتجع الصحي الذي يحوي على حجرة على شكل سحابة لتحفيز الضيوف للاسترخاء العميق؛ و “غرفة الثلج” الوحيدة في جزر المالديف، حيثُ يمكن للمصطافين أخذ استراحة من الشمس، والتزلج على الثلج القطبي الاصطناعي.

قام المطوُر ببناء المكان من الصفر، حيث قام بقطعِ الشجيرات المحلية وأشجار البابايا وجلبِ الألواح من بورنيو وكراسي الاستلقاء من إيطاليا ورصفِ الشاطئ بالحجارة المأخوذة من الصحراء الأردنية التي لن تحرق القدمين بغض النظر عن طول فترة مكوثها تحت الشمس.

قال المهندسُ المعماري التشيكي الذي أشرف على هذا المنتجع: “لطالما كانت لدي هذ الفكرة ومفادُها ماذا لو وجد ضيوفنُا أنفسهم عالقين في جزيرة مهجورة، وبالصدفة، يعثرون فيها على هذا المنتجع الفريد”.

لكن الاسترخاء والغطس ومشاهدة صغارِ أسماك القرش والدلافين وهي تزورُ الشعاب المرجانية لم تكن الوسائل الوحيدة للابتعاد عن مسؤوليات الحكم، حيثُ استضاف محمد بن سلمان سلسلةً من الحفلات الصاخبة، بعد نقل المواهب الغنائية من بلدانها للترفيه عن الضيوف.

قام المغني الكوري الجنوبي ساي بأداء أغنية “جانجنام ستايل” وتم تصويرُ مغني الراب الأمريكي بيتبول مرتديًا نظارات شمسية وبدلة تان أثناء اصطحابه إلى طائرة مائية.

بعد أيام قليلة، صور أحدُهم المغنية الكولومبية شاكيرا وهي ترتدي قميصًا أسودًا وبنطلونًا ضيقًا أثناء نقلها إلى صالةِ كبارِ الشخصيات في المطار، وقال موقعٌ إخباري محلي إن “الحفلة مستمرةٌ منذُ بضعة أيام ولا نعرف بالضبط كم من الوقت ستستمر”.

كتب بيتبول إلى ممول المنتجع، جيري سميجك، بعد رحلته هذه قائلًا إن “جزر المالديف هي الجنة، شكرًا لك سيد سميجك” مضيفًا “كانت الجزيرة لا تُنسى واتطلع إلى الرحلة القادمة”.

جاءت إجازة محمد بن سلمان بعد ثلاثة أشهر من بدء السعودية تدخلها العسكري في اليمن، التي كانت من اختصاصه كوزير للدفاع، وقد وجد عددٌ من المسؤولين الأمريكيين الذين حاولوا التواصل معه خلال تلك الفترة أن من المتعذر الوصول إليه.

ثم وردت تقارير استخباراتية أمريكية توضح أن محمد بن سلمان كان في إجازة في جزر المالديف، كما لاحظوا وفرة من البغايا والكوكايين.

انتهت الحفلاتُ في نهاية المطاف، وربما شجع الجدلُ الذي تسببت فيه محليًا محمد بن سلمان على البحث عن مكان خاص به، حيث لا يتطفلُ المراسلون المحليون على شؤونه، وينشرون صورًا لضيوفه على الإنترنت، وقد وجد ذلك بعد شهر حينما كان يطفو على متن يخته في البحر الأبيض المتوسط على الريفيرا الفرنسية التي كانت منطقة هادئة.

لم يكن فوق مجرد قارب، بل على متن يخت فاخر، يبلغ طولُه أقل من 440 قدمًا بقليل، بجوانب زرقاء داكنة، وطوابق علوية بيضاء، ومهبط للطائرات العمودية.

عندما دخل اليختُ الخدمة عام 2011، أشادت إحدى النشرات الاعلامية المتخصصة به باعتباره “واحدًا من أكبر عشرة يخوت تم بناؤها على الإطلاق في العالم وواحدة من أرقى اليخوت من حيث التطور والتكنولوجيا”.

حمل اليخت حظيرة طائرات هليكوبتر، ومنافذ على مستوى المياه للقوارب السريعة، ورصيفًا للغواصات وكان ضخمًا، بمساحة داخلية تبلغ ثمانية واربعين ألف قدم مربع، أي أكبر من قاعدة بارثينون أو باحة محطة غراند سنترال في نيويورك.

معظمُ هذه المساحة، الموزعةِ على سبعة طوابق، كانت مزدحمةً بوسائل الراحة الفاخرة لعشرين ضيفًا، حملهم المصعد الزجاجي من مستوى إلى آخر.

ارتفع درجٌ حلزوني في غرفة طعام فيها بيانو كبير، وكان هناك صالةٌ رياضيةٌ وسينما وجدارُ تسلق وحوضُ استحمام ساخن في الهواء الطلق مع إطلالات رائعة.

احتوى أحدُ المنتجعات الشمسية على متن اليخت على أرضية زجاجية فوق حوض سباحة بلون مياه البحر، حتى يتمكن أولئك الذين يسترخون في الطابق العلوي من مشاهدة أصدقائهم في الأسفل.

في الصيف قبل أن يشتري محمد بن سلمان القارب، أفاد صحفيو التابلويد أن بيل جيتس استأجر هذا اليخت الذي يعرف باسم (سيرين) لقضاء إجازة عائلية بالقرب من سردينيا، حيث نقلته طائرة هليكوبتر إلى البحر بعد مباراة تنس.

لكن مالك القارب كان يوري شيفلر، وهو رجل أعمال روسي اشتهر بملكيته لعلامة تجارية خاصة بالفودكا، لذلك أرسل محمد بن سلمان أحد المقربين منه لشراء القارب، وفي غضون ساعات تمت الصفقة بمبلغ اجمالي بلغ 456 مليون دولار.

كان والد محمد بن سلمان، الملك المتوج حديثًا، يعيش أيضًا ببذخ.

في ذلك الصيف، زار الملك سلمان جنوب فرنسا لقضاء إجازة لمدة ثلاثة أسابيع مع من أطلق عليهم الصحفيون “دائرته المقربة”.

لقد تبين فيما بعد أن حاشية مكونة من ألف شخص قاموا باستئجار عقارات محلية ومئات السيارات الفاخرة.

كان الملك ينام في فيلا مترامية الأطراف على شاطئ البحر في فالوريس، حيث تزوجت ريتا هايورث من الأمير الباكستاني علي خان في عام 1949.

احتفلت الشركات المحلية بتدفق الكثير من الأثرياء السعوديين، لكن السكان الآخرين لم يكونوا سعداء، ووقع نحو مائة وخمسين ألف شخص على عريضة ضد إغلاق الشاطئ العام أمام الفيلا، واشتكى عمدة البلدة إلى الرئيس الفرنسي بعد أن صب العمال بلاطة من الخرسانة على الرمال لتركيب مصعد للملك.

لذلك حزم الملك أمتعته بعد ثمانية ايام ونقل إجازته وكثير من حاشيته إلى المغرب، وقال مسؤول سعودي إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالتغطية الإعلامية السلبية.

في وقت لاحق، على شاطئ طنجة، بنى العمال قصرًا جديدًا لقضاء العطلات للملك سلمان، مع مهابط مروحية بأرضية زرقاء، وسلسلة من فيلات مخصصة للضيوف، وخيمة عملاقة.

في هذه الاثناء لفتت ممتلكات أخرى أنظار محمد بن سلمان.

اشترت شركة مرتبطة بمديري أموال الأمير السعودي مزرعة مساحتها 30 ألف فدان في جنوب إفريقيا أحاطها العمال بسياج كهربائي مزدوج الطبقات.

تم تخصيص الأرض في الداخل لعشرين فيلا وممر طويل بما يكفي للهبوط طائرات بوينغ 747 لجلب الضيوف لصيد الطرائد الكبيرة.

في أواخر عام 2015، خصص محمد بن سلمان أكثر من 300 مليون دولار لقصر فرنسي وصفته مجلة المال الدولية بأنه “أغلى منزل في العالم”، وفي عام 2014، توقفت كيم كارداشيان هناك لالتقاط صورة بينما كان يقال انها تفكر في استأجراه او شراءه لزفافها على كاني ويست.

تم بناء قصر (شاتو لويس الرابع عشر) على مساحة تمتد لستة وخمسين فدانًا وتحيط به الغابات من كل الجهات، وقد تم بناؤه من الصفر بدلاً من تحديث قصر قديم ودمجت فيه حرفية القرن السابع عشر مع تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين.

قال مطور القصر: “النتيجة هي عملٌ فنيٌ معماريٌ بلمسة ملكية حصرية”.

تتميزُ أراضي القصر بأحواض زهور معقدة وبنافورة ذات أوراق ذهبية ومتاهة من الأشجار القصيرة، ويتوج قاعة الاستقبال سقف مقبب رسمت عليه مخلوقات مجنحة.

وكان يحتوي على سلسلة من الأجنحة الفاخرة، وساونا ومنتجع صحي، ومسرح سينمائي، وملهى ليلي، وقبو للنبيذ، وخندق مائي بجدران زجاجية، يمكن للضيوف من خلاله الاستمتاع بالأسماك العملاقة.

يبدو أن الشيء الوحيد المفقود هو المالك، الذي قال الجيران إنهم لم يروه في العقار.

بعد أن تم الكشف عن هوية المالك وهو محمد بن سلمان، اشتكى أحد الجيران الذي كان يبحث عن عيش الغراب ذات مرة في حدائقه، من أنه أصبح الآن محظورٌ عليه الدخول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى