متفرقات سعودية

خسائر قاسية لشركة أرامكو تثبت فشل بن سلمان

تكبدت شركة “أرامكو” النفطية الذراع الأكبر لنظام آل سعود خسائر قياسية في إيراداتها النصفية لأول مرة في تاريخها، في ظل تراجعها في النصف الأول من عام 2019 ما يثبت فشل خطة محمد بن سلمان لخصخصة الشركة وزيادة قوتها ضمن خطة 2030.
وفي إعلان نادر لنتائجها المالية، قالت الشركة في بيان “بلغ صافي إيرادات الشركة 46.9 مليار دولار للنصف الأول من عام 2019، مقابل 53 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي”.
ويأتي تراجع إيرادات الشركة العملاقة، بفعل انخفاض أسعار النفط، وسط تكهنات بأن الشركة تتحضر لطرح أسهمها للاكتتاب العام.
وجاء ذلك مع إعلان شركة ريلاينس الهندية أنها وافقت على بيع حصة بقيمة 20% من أعمالها المتعلقة بالنفط والكيماويات بقيمة 15 مليار دولار، إلى عملاق النفط السعودي. بينما قالت أرامكو إن الاتفاق ما زال “في مراحل مبكرة للغاية”. ولم يتطرق البيان إلى خطة الاكتتاب.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها الشركة نتائجها النصفية بعد أن فتحت “أرامكو” دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاما، لوكالتي “فيتش” و”موديز” الدوليتين للتصنيف الائتماني في أبريل/نيسان الماضي، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين.
وسبق أن أكدت مصادر صناعية ومصرفية أن محمد بن سلمان يصر على تقدير قيمة شركة النفط أرامكو بتريليوني دولار، رغم أن مصادر قريبة من الشركة يقولون إنه ينبغي تقليص القيمة المستهدفة إلى حوالي 1.5 تريليون دولار.
وكان بن سلمان أكد في مقابلة صحافية سابقة، التزام بلاده بطرح أسهم في شركة “أرامكو” النفطية السعودية العملاقة للاكتتاب العام، إنّما “في الوقت المناسب”.
وقال ولي العهد “نحن ملتزمون بالطرح الأولي العام لـ أرامكو السعودية، وفق الظروف الملائمة وفي الوقت المناسب”، مضيفا “أتوقع أن يكون ذلك بين عام 2020 وبداية عام 2021”.
وتعني تقديرات الخبراء أن اعتماد فرضيتهم بشأن قيمة “أرامكو” من شأنه أن يفقدها رُبع قيمتها (25%) عند طرحها في الأسواق، بما يتناقض مع توقعات رؤية بن سلمان المُربك منذ تفجر أزمة اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وبينما تستأنف أرامكو محادثات مع بنوك بشأن طرح عام أولي، قال مصدر قريب من الشركة إن مجلس إدارتها سيجتمع في وقت لاحق هذا الأسبوع وسيجري على الأرجح مناقشة حول قيمة أرامكو التي امتنعت عن التعقيب.
وحدد بن سلمان قيمة أرامكو عند تريليوني دولار في أوائل 2016 عندما اقترح في البداية بيعا للأسهم لتنويع اقتصاد المملكة بما يقلص اعتمادها على النفط.
وقال مصدر قريب من أرامكو ومصدر آخر على دراية بخطط الطرح العام الأولي إن ولي العهد ما زال متمسكا بهذه القيمة، حتى رغم أن بعض البنوك تعتقد أن تحقيقها سيكون صعبا.
وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية كثفت الدول مساعيها للتحول من الوقود الإحفوري للحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم وهو ما يضع أسعار النفط تحت ضغط.
ومن شأن فجوة في تقديرات قيمة أرامكو أن تعرقل أي بيع للأسهم, وقال المصدر المطلع على خطط الطرح العام الأولي “إذا لم تقيّم السوق أرامكو على نحو مناسب فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للذهاب إلى طرح عام أولي… هم يمكنهم دائما التأجيل”.
وأضاف قائلاً “هم لديهم الأدوات المناسبة للمناورة وهم ليسوا في موقف ضعيف لتنفيذ الطرح العام الأولي لأرامكو ما لم تكن هناك قيمة تحقق أهداف الرؤية والمصلحة الوطنية”.
وتضع التباينات الكبيرة في تقدير قيمة أرامكو طرح الشركة في مهب التأخير إلى أجل غير معلوم على وجه الدقة، بعدما تعثرت هذه العملية مراراً وتكراراً.
وقبل نحو أربعة أشهر، طرحت أرامكو باكورة سنداتها الدولية بقيمة 12 مليار دولار، وقالت مصادر مصرفية واستثمارية آنذاك أنه جرى تضخيم السعر في ظل ما صاحب الإصدار من حماس وثقة بالنفس.
وكانت “أرامكو” دخلت في مفاوضات تمهيدية لشراء كامل حصة صندوق الاستثمارات العامة الذي يترأّسه ولي العهد، في شركة البتروكيماويات السعودية الضخمة “سابك” في صفقة تقدّر قيمتها بأكثر من 70 مليار دولار.
وتمهيدا لعملية الطرح في سوق مالية لم تحدّد بعد، قال ولي العهد في المقابلة إن المملكة عيّنت مجلس إدارة جديد للشركة، وقامت بـ”التدقيق المستقل في احتياطيات المملكة البترولية وإعلانها رسميا للمرة الأولى، وكذلك قوائمها المالية المدققة”.
وكانت “أرامكو” حقّقت أرباحا بقيمة 224 مليار دولار العام الماضي انخفضت إلى 111,1 مليار دولار بعد اقتطاع الضرائب، ما جعلها أكثر شركات العالم تحقيقا للأرباح في 2018.
وفتحت “أرامكو” دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاما، لوكالتي “فيتش” و”موديز” الدوليتين للتصنيف الائتماني.
وتقدّر “أرامكو” احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى عال ومريح بحسب “فيتش”.
وقبل فترة قامت شركة أرامكو بزيادة اسعار البنزين موضحة أن الاسعار قابلة للتغيير وفقا لتغيرات أسعار التصدير من المملكة إلى الأسواق العالمية, وقالت أرامكو إن أسعار البنزين المحدثة ستنطلق ابتداء من 14 يوليو 2019.
ومن جهتها ذكرت أرامكو في بيانها, إن ذلك التعديل على أسعار البنزين يأتي وفقا لإجراءات حكومة آل سعود لإصلاح وتعديل أسعار الطاقة والمياه, وسوف تكون قابلة للتغيير وفقا لارتفاع او انخفاض في أسعار التصدير إلى الاسواق العالمية, حيث انه ارتفعت أسعار النفط عالميا فوق مستوى 70 دولارا للبرميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى