فضائح السعودية

موقع بريطاني: آل سعود دعموا غارات إسرائيل على العراق

كشف موقع بريطاني عن دعم آل سعود غارات إسرائيل الأخيرة على العراق وذلك في أحدث فضائح التطبيع بين الجانبين والتحالف الأمني المشبوه القائم بينهما.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطانية أن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها قوات “الحشد الشعبي” في العراق، وألمحت إسرائيل إلى الوقوف خلفها، انطلقت من قوات عسكرية في سوريا.
وأضاف الموقع أن الغارات تمت بدعم وتمويل من سلطات آل سعود.
وأوضح الموقع البريطاني أن أجهزة المخابرات العراقية تشتبه في أن “5 هجمات حديثة بطائرات بدون طيار على القوات شبه العسكرية العراقية شنت من قواعد تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية المكون الأبرز لها، وتتلقى دعماً مالياً من السعودية”.
ونقل الموقع عن مسؤول عراقي مطلع على أحدث إحاطة إعلامية من أجهزة الأمن في بغداد، قوله: إن “الهجمات نفذتها إسرائيل من مناطق قوات سوريا الديمقراطية بتمويل ودعم من السعوديين”.
وتعرضت قوات الحشد الشعبي في العراق لغارة جوية بمدينة القائم قرب الحدود العراقية السورية، عبر ثلاث طائرات إسرائيلية، اثنتان منها مسيرتان، والثالثة مقاتلة حربية، واستهدفت عربتين ومخزناً للعتاد، واتهمت القوات العراقية شبه النظامية “إسرائيل” رسمياً بالوقوف خلفها.
والمسؤول العراقي أشار إلى أن خطة ضرب القوات شبه العسكرية المدعومة من إيران في العراق قد وضعت عندما زار ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية في يونيو الماضي.
وأضاف أن السبهان، المقرب من محمد بن سلمان، قد وضع الأساس لهذه العملية من خلال دفع الأموال لقوات سوريا الديمقراطية مقابل استخدام قاعدتهم كنقطة انطلاق للضربات.
وبحسب المسؤول العراقي، فقد استخدم شمال سوريا لشن الهجمات على الحشد الشعبي “لأن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار لا تمتلك القدرة على الوصول لمدى بعيد تستطيع من خلاله ضرب أهداف الحشد الشعبي”، مؤكداً أن “أفراداً إسرائيليين قاموا بالتحكم في الطائرات من القواعد التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.
وفي حزيران/يونيو الماضي، كشفت تقارير إعلامية أن الوزير السعودي ثامر السبهان التقى وجهاء في العشائر العربية والكردية بمحافظة دير الزور شرقي سوريا بهدف تقديم دعم إضافي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”.
وأكدت قناة “الجزيرة” آنذاك أن السبهان عرض خلال زيارته تقديم دعم مالي وسياسي لأهالي المنطقة مقابل انخراطهم بصورة أوسع ضمن تشكيلات “سوريا الديمقراطية” عسكرياً وسياسياً.
وقبل أيام تم الكشف عن استعانة آل سعود بإسرائيل في حربهم على اليمن ضمن تحالفهما بما يشمل تعاون ثنائي مشبوه على كافة المجالات على حساب تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس.
ونشرت صحيفة “معاريف” العبرية تحقيقا تكشف فيه أن إسرائيل تتدخل عسكريا في اليمن وتزعم أن ذلك يتم بحجة الدفاع عن مصالحها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ويؤكد التحقيق أن “الحقيقة تتمثل في أنّ التدخل الإسرائيلي في الساحة اليمنية جاء بهدف مساعدة آل سعود في ضرب الإيرانيين وتصفية الحوثيين”.
وكشف عن أنّ إسرائيل تتدخل في الحرب الدائرة في اليمن، بين الحوثيين والقوى اليمنية الأخرى، خدمة لمصالح آل سعود.
وشكّك التحقيق في المزاعم التي تسوقها تل أبيب، التي تدعي أنّ التدخل في اليمن يهدف إلى الإسهام في تأمين مضيق باب المندب، وحماية الملاحة البحرية المدنية الإسرائيلية في البحر الأحمر، وضمان عدم تعرّض الحوثيين لها.
وأشار إلى أنّ تل أبيب “تنطلق من افتراض مفاده بأنّ تكثيف وجودها في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، يمكن أن يمثّل عاملاً رادعاً يحول دون توجه الحوثيين لاستهداف خط التجارة بين إسرائيل ومنطقة جنوب شرق آسيا”.
ولفت إلى أنّ التدخل الإسرائيلي في اليمن “يندرج في إطار التدخلات السرّية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة”، موضحاً أنّ التدخل في اليمن “يُعدّ نتاج تنسيق مسبق بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته والقيادي في حزب (الليكود) يسرائيل كاتس”.
وانتقد التحقيق العبري التدخل الإسرائيلي في اليمن، متسائلاً: “هل تلاشت المشاكل الأمنية التي تواجهها إسرائيل بشكل جدّي حتى تهتم بتداعيات التطورات في اليمن”.
وقال إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تدخله في المواجهة داخل اليمن، “يتصرف كما لو كان قوات مرتزقة تعمل لصالح الولايات المتحدة والرياض داخل اليمن”.
وشدد على أنّه “لا يوجد ما يبرر أن تقوم إسرائيل بالتدخل في اليمن، فقط لمجرد وجود إنذار استخباري”، مشيراً إلى أنّ “القيادات الإسرائيلية تستخدم سرّية المعلومات الاستخبارية في تضليل الرأي العام، وللتغطية على قرارات التدخل الخطأ في الساحة الإقليمية المختلفة”.
وأوضح في المقابل أنّه “لا يوجد ما يدلّ على أنّ القوات الحوثية يمكن أن تهدد المصالح الإسرائيلية أو أنّها معنية بذلك”، وحثّ القيادة الإسرائيلية الحالية على “التعلم من أخطاء القيادات التي سبقتها، والتي تعمدت التدخل في ساحات إقليمية بشكل لا يخدم مصالح تل أبيب”.
ورأى أنّ “الحسابات السياسية الخاصة للمسؤولين الإسرائيليين، تؤدي دوراً مهماً في الخضوع لهذا النمط من التدخلات”، مضيفاً أنّ الحرص على العلاقة مع “العشيق السعودي” أوصل إسرائيل في النهاية إلى حد التدخل في اليمن، متسائلاً: “ما الذي يدفعنا للتدخل في صراع قبلي بين الحوثيين والقبائل التي دعمها نظام آل سعود”.
وأشار إلى أنّ “إسرائيل تتدخل في اليمن في أعقاب فشل نظام أل سعود في حسم المواجهة ضد التمرد الحوثي، على الرغم من ميل ميزان القوى لصالحها بشكل جارف”.
وكان أول من ألمح إلى التدخل الإسرائيلي في الحرب اليمينة كان وزير الخارجية يسرائيل كاتس، أثناء تقديمه إفادة أخيراً أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حيث أشار إلى أنّ إسرائيل تتدخل في مناطق تتفاوت في بعدها الجغرافي عن إسرائيل”.
وفي حينه ألمح كاتس إلى تدخل إسرائيل في الشأن اليمني، من خلال إشارته إلى حقيقة أنّ إسرائيل عضو في تحالف دولي لتأمين الملاحة البحرية في الخليج، إلى جانب تشديده على التزام تل أبيب بكبح التمدد الإيراني في المنطقة.
وليست مجرد علاقات تقارب تلك التي تجمع نظام آل سعود مع إسرائيل، إنما هي تتعدى بوضوح إلى مرحلة تحالف استراتيجي.
هذا التحالف المخزي عربيا وإسلاميا يأتي على حساب بيع القضية الفلسطينية والتورط بتصفيتها في مؤامرة يدبرها محمد بن سلمان وفريقه منذ وصوله للحكم.
وبتقاربه المعلن مع الإسرائيليين فإن النظام السعودي ، بات يحقق أبعد أماني دولة الاحتلال حتى أن صحفها عنوان “حلم أم علم؟”، في سياق حديثها عن التقارب بين السعودية وإسرائيل على مستوى أكثر خطورة، وهو التقارب الاستخباراتي.
مؤخرا صرحت مواقع عبرية أن الطائرة الخاصة التي اقلت وزير خارجية الاحتلال الاسرائيلي قد مرت من فوق الاجواء السعودية وهي في طريقها إلى الإمارات العربية المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها ليست المرة الأولى التي تسمح فيها السعودية لطائرات إسرائيلية بالمرور في أجوائها, فمنذ مارس الماضي, تمر من فوق الأجواء السعودية, الرحلات المدنية لشركة الملاحة الهندية “اير إنديا” التي تسير رحلات أسبوعية من إسرائيل إلى الهند, عبر الأجواء السعودية.
ولفت موقع “يديعوت أحرنوت”، إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، برفقة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يوسي كوهين لسلطنة عمان، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مرت هي الأخرى في المجال الجوّي السعودي.
وشارك وزير الخارجية الإسرائيلي, الأسبوع الماضي, في مؤتمر لشؤون البيئة في الإمارات, حيث التقى أيضا بكبار المسؤولين الإماراتيين, وبحث معهم “العلاقات الثنائية”.
وتتذرع إسرائيل في هذه اللقاءات، ببحث الخطر المشترك والتهديدات التي تمثلها إيران لدولة الاحتلال ودول الخليج العربي ولا سيما في مجال الذرّة. كما بحث كاتس النشاط المشترك لتحسين العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات، في مجالات التكنولوجيا والزراعة والطاقة والمياه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى