فضائح السعودية

سياسة الانفتاح القصوى تهدد حاضر المملكة ومستقبلها

يفرض ولي العهد محمد بن سلمان سياسة انفتاح قصوى في المملكة بما يهدد حاضرها ومستقبلها في ظل تصاعد الانتقادات لتعمد نشر الانحلال والفساد.
قبل أيام رقص الآلاف على أنغام الموسيقى الشرقية والغربية في حفل قدّم على أنّه الأكبر في منطقة الشرق الاوسط، في المملكة التي لم تعتد أن تستقبل حفلات صاخبة مماثلة.
ومهرجان “ميدل بيست” نهاية الاسبوع الماضي، كان أكبر حفل تستضيفه المملكة في انقلاب على مكانتها في تطبيقها للشريعة الاسلامية، في موازاة اعتقالات لنشطاء وكتّاب ورجال دين.
وعلى غرار مهرجان وودستوك الشهير، ضجت الموسيقى لساعات متواصلة خلال ثلاثة أيام في أرجاء الموقع الذي بني خصيصا للحفل في الصحراء قرب الرياض، ورقصت نساء بعضهن دون عباءاتهن وأغطية رؤوسهنّ، مع الرجال في الهواء الطلق.
وأدّت راقصات ارتدين ملابس ضيّقة وصلات في مسبح زجاجي معلّق في الهواء، وقربهن راقصة كانت تمسك بحبل في قفص على شكل بالون.
وأعفي رئيس هيئة الترفيه السابق من منصبه العام الماضي بعدما تعرض لانتقادات جراء ظهور نساء ارتدين الملابس ذاتها في عرض لسيرك.
إلا أن هذه المرة بدا الوضع مختلفا مع إصرار بن سلمان على المضي في سياساته القائمة على الانقلاب على قيم وهوية المجتمع السعودي المحافظ.
وساهم في الترويج للمهرجان الموسيقي مجموعة من مشاهير تطبيق إنستغرام، بما في ذلك عارضة الأزياء في مجموعة فيكتورياز سيكريت آنجيل إلسا هوسك، والبريطانية جوردان دان.
وقد أثار هؤلاء انتقادات شديدة على الإنترنت، بما في ذلك من مشاهير آخرين، بزعم قبولهم مبالغ هائلة للمساعدة في إعادة تلميع صورة المملكة في مجال حقوق الإنسان.
والحفل جزء من حملات انقلاب بن سلمان التي شهدت المساح للنساء بقيادة السيارات، وإقامة الحفلات الموسيقية الصاخبة، وحتى السماح لمتاجر بإبقاء أبوابها مفتوحة في أوقات الصلاة.
ويقول مسؤولون غربيون إن الحكومة تدرس السماح بالكحول في بعض مناطق المغتربين مثل الحي الدبلوماسي في الرياض، موطن السفارات الأجنبية، فيما قد يكون بمثابة حقل اختبار قد يمتد إلى مراكز سياحية في المملكة.
وقوبلت سياسات بن سلمان بشأن الانفتاح المتطرف بانتقادات واسعة في المملكة وسط تحذيرات من ظهور حالات تطرف مقاومة.
والشهر الماضي، قام يمني بطعن أربعة ممثلين أسبان خلال عرض مسرحي في الهواء الطلق في الرياض، في هجوم ربطته وسائل الاعلام المحلية بتنظيم القاعدة الذي لم يتبن الهجوم حتى الآن.
كما ألقى بعض السعوديين باللوم على الحفلات في قلة الأمطار.
وأبلغ ناشطون مؤخرا عن توقيف رجل الدين عمر المقبل بعد انتقاده للهيئة العامة للترفيه لقيامها “بمسح الهوية الأصلية للمجتمع السعودي”.
ورأى كونتان دي بيمودان من معهد الدراسات الاوروبية والأميركية ان “الاسلاميين ليسوا وحدهم من ينتقد خطة الترفيه (…) إذ يبدو أنّ هناك مجتمعا على الانترنت” يقوم بذلك أيضا.
وبحسب المنتقدين، فإن تخفيف القيود الاجتماعية تكتيك لجعل المواطنين يغضون النظر عن الركود الاقتصادي ولتضييق الخناق على المعارضة.
وقالت لينا الهذلول شقيقة لجين الهذلول الناشطة المسجونة مع أخريات “بالطبع أريد أن ينفتح بلدي. بالطبع أريد السماح بالفن والرياضة”.
وتابعت “لكن لسوء الحظ، فإن هذه الإصلاحات ليست مؤسساتية بل ان هدفها تبييض انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك احتجاز شقيقتي غير القانوني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى