فضائح السعودية

حملة إلكترونية في السعودية للإفراج عن الأمير تركي بن عبد الله

دعت حسابات ونشطاء سعوديون، الملك سلمان ونجله ولى العهد محمد، للإفراج عن الأمير تركي بن عبد الله، أمير الرياض السابق، ونجل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

والأمير تركي اعتقل ضمن حملة مكافحة الفساد التي شنتها السلطات في تشرين ثان/ نوفمبر 2017، التي طالت أمراء ومسؤولين من بينهم شقيقه مشعل (أمير مكة السابق)، وأخويه غير الشقيقين، متعب وفيصل.

وأفرج بن سلمان آنذاك عن جميع الأمراء بعد أسابيع من الاعتقال عقب التوصل إلى تسوية مالية معهم والسيطرة على أموالهم، إلا أن الأمير تركي بقي معتقلا حتى الآن.

وتقوم هذه الحسابات عبر موقع “تويتر” بطرح قضية الأمير تركي المعتقل منذ نحو 3 سنوات بأساليب مختلفة.

وتشيد الحسابات السابقة بكرم الأمير المعتقل، وتدعو للإفرج عنه أو التغزل به وبماضيه.

وكان لافتا أن بعض الأمراء تحدثوا علنا عن الأمير تركي، وغردوا بالدعاء له بالفرج، وآخرهم الأميرة دنا بنت خالد بن عبد الله.

وبحسب معلومات الحسابات الإلكترونية فإن الأمير تركي محتجز في مكان جيّد، ويقابل أفراد أسرته بشكل مستمر.

لكن تلك الحسابات قالت إن مسألة إنهاء ملف اعتقال الأمير تركي لا تزال مجهولة وغامضة، وسط ترجيح بأن يكون أمير الرياض السابق يرفض التوصل إلى تسوية مع ولى العهد، يتنازل بموجبها عن جزء كبير من ثروته على غرار إخوته وأبناء عمومته، مقابل الإفراج عنه.

وكان حساب “العهد الجديد” الشهير ذكر أن تركي بن عبد الله حاول الانتحار بالسجن، وأنه يعاني من ظروف اعتقال سيئة وتعرض للتعذيب.

وقال المعارض السعودي عمر الزهراني، إن بعض أبناء الملك عبد الله قرروا رفع دعوى جنائية في الخارج، بقصد الحصول على تعويضات من الظلم الذي تعرض له إخوتهم من قبل السلطات بتوجيهات من ولي العهد محمد بن سلمان.

وأوضح الزهراني في مقطع فيديو أن الفكرة جاءت من بعض أبناء الملك الراحل ممن يقيمون خارج المملكة، وقوبلت بتأييد من البقية، والأمر الذي دفعهم لقبول الفكرة، التداعيات الضخمة التي أحدثتها قضية سعد الجبري.

وذكر الزهراني أن الجبري رفع دعوى على نحو 109 صفحات، وبإمكان أبناء الملك عبد الله إرفاق أكثر من 500 صفحة من المعلومات الخطيرة في دعواهم.

واللافت في حملة الإفراج عن الأمير تركي، أن الحسابات هي ذاتها من المروجين لولي العهد ووزير الداخلية السابق الأمير محمد بن نايف.

وذهبت بعض هذه الحسابات إلى دمج صور الأمير تركي مع بن نايف، وأخرى مع الأمير المعتقل أيضا أحمد بن عبد العزيز.

وتلمح هذه الحسابات إلى أن الأمير محمد بن نايف مستهدف من قبل الذباب الإلكتروني الذي يحاول إسقاط سمعته، وربطه بملفات الفساد، بعد خروج قضية ساعده الأيمن سعد الجبري للعلن.

واللافت أن جل هذه الحسابات لم تنشأ حديثا، إذ يعود تاريخ نشاط بعضها إلى 8 و7 سنوات للوراء، أي منذ عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز.

يذكر أنه بعد أسابيع من حملة “الريتز” الشهيرة، نعت حسابات مقربة من أسرة الملك عبد الله، اللواء علي القحطاني، الذي يعد أحد رجالات العهد السابق، وهو مدير مكتب الأمير تركي.

واللواء القحطاني تمت تصفيته بعد اعتقاله في حملة الريتز، نظرا لحساسية المعلومات التي بحوزته.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن شاهد عيان على مقتل القحطاني، قوله؛ إنه رأى “رقبته كانت ملتوية بشكل غير طبيعي كما لو أنها كسرت وكانت الكدمات والجروح منتشرة في أنحاء جسده، بينما غطت جلده آثار التعذيب”.

وطبقا لشهادة أحد الأطباء وشهادة شخصين آخرين اطلعا على حالة الجثة، فقد كانت على جسده آثار حروق يبدو أنها نجمت عن الصعق بالكهرباء.

والأمير تركي بن عبد الله (48 عاما)، هو الأمير السابق لمنطقة الرياض (أقيل بعد 6 أيام من تولي الملك سلمان مقاليد الحكم)، وهو الابن السابع من أبناء الملك الراحل.

وهو طيار حربي، قاد السرب 92 في قاعدة الملك عبد العزيز الجوية، بعد تخرجه من كلية وليامز الأمريكية.

شارك الأمير المعتقل في حرب “درع الجنوب” ضد الحوثيين، وحصل على شهادات متقدمة في الاستخبارات الدفاعية والعسكرية بالولايات المتحدة، وشهادات أخرى خاصة بالقوات الجوية في بريطانيا وفرنسا، وهو ما أهله لترؤس لجنة تطوير ميادين القوات الجوية.

وحصل الأمير تركي على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، وشهادة أخرى بالدراسات الاستراتيجية من جامعة ويلز في بريطانيا، وكان يحضر درجة الدكتوراه في ذات التخصص بجامعة ليدز، بأطروحة تتناول العلاقات بين الصين والسعودية.

وفي أيار/ مايو الماضي، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن السلطات الأمنية تعتقل الأمير فيصل بن عبد الله، الأخ غير الشقيق للأمير تركي، وتعزله عن العالم الخارجي منذ آذار/ مارس الماضي.

وقالت المنظمة إن الأمير فيصل تم اعتقاله سابقا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، ضمن حملة “الريتز”، وأفرج عنه بعد أسابيع برفقة متعب ومشعل بن عبد الله، قبل أن يعاد اعتقاله هذا العام.

وأبدت عائلة الأمير فيصل (55 سنة) خوفها على صحته، إذ إنه يعاني من مشاكل في القلب، بحسب المنظمة.

https://twitter.com/donnakhalid/status/1262840269717864449

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى